بوصفه صندوق الثروة السيادي للمملكة العربية السعودية، يلعب صندوق الاستثمارات العامة دوراً رئيسياً في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 كمحفّز رئيسي للاقتصاد السعودي، حيث يستثمر الصندوق في الفرص المتاحة في العديد من القطاعات المتنوعة، مستنداً إلى مبادئ الحوكمة الاجتماعية والبيئية وحوكمة الشركات؛ تأكيداً على التزام الدولة بالمساهمة الفاعلة في جهود الاستدامة على مستوى العالم.
وفي هذا السياق، ذكر ، هوازن نصيف، "نحن اليوم بصدد استحداث خارطة طريق لتفعيل مبادئ الحوكمة الاجتماعية والبيئية وحوكمة الشركات، تتضمن كافة برامجنا ومبادراتنا التي نعتزم إطلاقها خلال الأعوام القليلة المقبلة، وستعزز مكانة الصندوق على مستوى العالم".
وقالت هوازن، "الصندوق ليس حديث عهدٍ بمبادئ الحوكمة (ESG)، فلطالما كانت جزءاً من نسيجه وهويته، إلا أننا اليوم نعمل على تأطير هذه المبادئ، والارتكاز على أفضل ممارسات الإفصاح، وتعزيز مستوى الشفافية وفقاً لأعلى المعايير الدولية".
وأضافت، "نأمل أن تُثمر هذه الاستراتيجية في إيجاد أساليب أفضل لإدارة مبادئ هذه الحوكمة، والتي ستمكننا من تعظيم أداء المحفظة الاستثمارية، واقتناص الفرص المتاحة، وإنجاز أهداف الاستدامة التي تتطلع المملكة لتحقيقها".
وكان صندوق الاستثمارات العامة قد طور نهجاً شاملاً لتفعيل مبادئ الحوكمة تركز على المستقبل، وتأخذ عدة عوامل في الاعتبار؛ من أبرزها حجم الشركة ومستوى نضجها، وموقعها الجغرافي، ويحرص الصندوق حالياً على تضمين مبادئ الحوكمة (ESG) في صُلب استراتيجيات شركات محفظته، ومن بينها المشاريع الكبرى.
وفي هذا الجانب، تقول هوازن، "تتسم آلية العمل المعتمدة لدى شركاتنا بالشمولية، حيث تم تصميمها خصيصاً لتناسب كافة شركاتنا، لتكون حافزاً لكلٍ منها على تطوير الأداء على مدى الأعوام، ويعمل الصندوق على توفير الدعم لشركات المحفظة على كافة مستويات تطورها من أجل ضمان تطبيق أفضل ممارسات الحوكمة العالمية".
وأشارت هوازن إلى أن الصندوق أطلق في عام 2019 "طريقة الصندوق"؛ لتطبيق نهج رسمي فيما يتعلق بتحسين القيمة بين شركات محفظته، وذلك استناداً إلى الحوكمة المستقلة والإطار التشغيلي للصندوق.
ويضمن هذا النهج وضع احتياجات كل شركة في الحسبان، ويؤكد على الشمولية، ويركز على القضايا الأساسية التي لها أهمية قصوى في عالمنا اليوم، ومن ضمنها الصحة والأمان، إلى جانب التركيز على المستقبل.
واختتمت هوازن بقولها، "التزامنا بمبادئ الحوكمة (ESG) ليس رغبة منا في مسايرة توجه عام وحسب، أو لأنه أصبح حديث اليوم، بل هو التزامٌ يتجسد في كل ما نقوم به، فتأسيس صندوق الاستثمارات العامة جاء بهدف دعم جهود الاستدامة في المملكة، كما أنه يسهم في مواءمة أهدافنا مع مستهدفات رؤية 2030 التي تعد في جوهرها خطة لتحقيق التنمية المستدامة بالمملكة، فنحن نسعى دائماً لمشاركة الجميع في هذه الرحلة نحو عالم أكثر استدامة".
