- تعمل المبادرات والسياسات والشركات على تبنّي مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات
- بنك الرياض والشركة السعودية للكهرباء، جزء من محفظة صندوق الاستثمارات العامة، ومن بين المؤسّسات التي تعمل على تعزيز الوعي حول الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات
- تنمية الاستدامة هي حجر الأساس لرؤية المملكة 2030، في الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060
يساهم اتباع إطار عمل الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG)، في حماية الشركات من المخاطر المستقبلية، حيث أن الشركات التي تتبع مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات قادرة على التوسع في الأسواق الحالية بشكل أفضل، ويمكنها الدخول إلى مناطق جديدة، والعمل بفاعلية أكبر، وبشكل مستدام، بالإضافة إلى قدرتها على استقطاب مزيد من المواهب.
وقد بدأت الشركات في المملكة باتباع هذا النهج لدعم التنويع الاقتصادي، حيث تشمل أحد أهداف رؤية المملكة 2030، في الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060، تماشياً مع خارطة طريق رحلة التحول للملكة، والتي تغطي نواحي عدة منها تطوير السياسات، والاستثمار، والتخطيط، والبنية التحتية.
وتعتبر مبادرة السعودية الخضراء أحد المبادرات المهمة، التي تم تأسيسها تحت رعاية صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة –حفظه الله-، وقد خصصت حكومة المملكة استثمارات بقيمة تزيد عن 700 مليار ريال سعودي (187 مليار دولار) وأعلنت عن حزمة أولى تزيد عن 60 برنامجا ومشروعا؛ للمساهمة في تنمية الاقتصاد الأخضر، ولتصبح المملكة رائدة في مجال الاستدامة على مستوى العالم.
كما يساهم هذا الاهتمام حول مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في صناعة مستقبل أفضل داخل المملكة وخارجها، حيث أطلقت مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) خلال هذا العام، وهي مؤسّسة غير ربحية مقرها الرياض، إطار عمل شامل للحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وهي دعوة للعمل لتصبح هذه الحوكمة أكثر شمولية، وقابلة للتطبيق في الاقتصادات الناشئة.
من جهته، قال نائب الوزير للشؤون الاقتصادية ودراسات الاستثمار في وزارة الاستثمار، الدكتور سعد الشهراني في "رؤى عالمية مع الصندوق"، "من المهم حقًا أن نتولى زمام المبادرة عندما يتعلق الأمر بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وذلك للتأكد من إدارتها بشكل جيد، ولنتمكن من جذب المزيد من الفرص الاستثمارية".
وأضاف قائلاً، "لدينا تداول، وهي سوق الأسهم السعودية، والتي تمتلك حوكمتها الخاصة ، إلى جانب مشروع الرياض الخضراء، حيث نعمل يداً بيد في القطاع الحكومي؛ للتأكد من تطبيق المبادئ الصحيحة للحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات".
ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة، الشريك المؤسّس لمؤسّسة مبادرة مستقبل الاستثمار، دوراً هاماً في تحقيق رؤية المملكة 2030، ويساهم في تحقيق أهداف المملكة من خلال تبني مبادئ الـ "ESG"، وذلك من خلال استثماره محلياً ودولياً للوصول إلى الاستدامة على المدى الطويل.
كما بدأت العديد من الشركات في المملكة تبنّي أطر عمل الـ “ESG"، بما في ذلك الشركة السعودية للكهرباء، والتي يمتلك فيها الصندوق حصة الأغلبية، وتماشياً مع المعايير والمبادئ الدولية، نشرت الشركة السعودية للكهرباء وثيقة إطار إصدار الصكوك الخضراء في عام 2020، بهدف المساهمة بشكل إيجابي في التزام المملكة باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة في رؤية 2030.
وقد علق الرئيس المالي ونائب الرئيس التنفيذي في الشركة السعودية للكهرباء للشؤون المالية، مانيش مانشانديا قائلاً، "يجب أن تكون أي شركة تحصل على تصنيف مرتفع في مؤشرات الـ “ESG"، قادرة على الأداء بشكل أفضل من أقرانها الذين لا يعيرون أي اهتمام على المدى الطويل".
من ناحية أخرى، قام بنك الرياض بتنفيذ إطار عمل تمويل مستدام يتماشى مع المبادئ الخضراء والاجتماعية، والاستدامة الصادرة عن الاتحاد الدولي لسوق المال، والتي تغطي مجموعة متنوعة من الأنشطة المستدامة المؤهلة.
ويدرك الرئيس التنفيذي لبنك الرياض، الأستاذ طارق السدحان، مدى أهمية تطبيق إطار عمل يركز على الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات؛ لزيادة وعي المستثمرين والموظفين حولها، وعلق قائلاً: "نحن مسؤولون عن رفع مستوى الوعي حول الـ “ESG"، من خلال قياس استهلاكنا للطاقة، سواءً كانت الكهرباء أو المياه؛ كما أننا نقيس مدى استهلاكنا للورق والبلاستيك، ونكافئ الإدارات التي تعمل على الحد من استهلاك نفاياتها".
وأضاف: "نحن مسؤولون عن تشجيع القطاع الخاص لتبني الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات كجزء من استراتيجيتهم، ففي عام 2021، عملنا على تقديم تمويل الـ “ESG"، أو التمويل الأخضر، الذي يتضمن تسعة منتجات، ولابد أن نضع الاستدامة في قائمة الأولويات في كل حين".
كما أصبحت المملكة رائدة في تطبيق مبادئ الـ "ESG"، وذلك نتيجة لعمل القطاع الخاص بشكل وثيق مع الحكومة في تنفيذها من خلال تطبيق الأطر الهادفة، التي تعزز دور الشركات المستدامة، وترسم السياسات الوطنية، التي تدعم المجتمعات النابضة بالحياة.
وأخيراً، أضاف الدكتور سعد الشهراني قائلاً: "نحن لا نتحدث عن المكاسب المالية فقط، بل نتحدث عن الهدف الأكبر حول الحفاظ على الاستدامة وحقوق الأجيال القادمة، وتنمية اقتصاد مستدام يضمن جودة حياة وبيئة أفضل، وفي الوقت نفسه، نسعى لتطبيق الحوكمة والقوانين التي ستمكّن الحكومة من مواصلة نهجها المستدام لعقود قادمة".
