نستثمر للأفضل: كيف يرسم صندوق الاستثمارات العامة ملامح مستقبل العيش والعمل
- يستثمر صندوق الاستثمارات العامة في القطاعات الاستراتيجية لدعم هدف المملكة العربية السعودية لتصبح واحدة من أكبر 15 اقتصادًا عالميًا بحلول عام 2030.
- صندوق الاستثمارات العامة أول صندوق ثروة سيادي يطلق مشاريع كبرى وعلى نطاق غير مسبوق.
- يعمل صندوق الاستثمارات العامة على صنع بيئات أعمال جديدة لترسيخ مكانة المملكة على مستوى العالم.
على مدى سنوات طويلة اتبعت صناديق الثروة السيادية أسلوبًا معينًا في تعريف أهدافها وهو: استثمار أموال الدولة من أجل رفاهية المواطنين والمجتمع. وعند النظر إلى صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية نرى أنه يشترك معها في هذا الهدف، ولكن ساهم النهج المبتكر الذي يتبناه الصندوق، والذي يتجاوز فيه أساليب العمل التقليدية، في الوصول إلى نهج جديد للاستثمار على الصعيدين المحلي والدولي، وهذا هو النهج الذي قاد التحول على نطاق غير مسبوق.
في عام 1971، تأسس صندوق الاستثمارات العامة ليتبع وزارة المالية، وتضمنت أهدافه المساهمة في تأسيس الشركات الوطنية الرائدة في المملكة.
وفي عام 2015، أصبح صندوق الاستثمارات العامة تابعاً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وتبع ذلك إعادة تكوين مجلس الإدارة ليصبح برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة – حفظه الله.
وفي عام 2017، أُعلنت النسخة الأولى من استراتيجية الصندوق للتوسع في القطاعات الرئيسية، ولبناء شراكات متينة بين القطاعين العام والخاص؛ بهدف دعم جهود التنويع الاقتصادي تماشياً مع رؤية المملكة 2030.
من ناحية أخرى، ازداد عدد موظفي الصندوق من 40 موظفًا إلى ما يقارب 2500 موظف، بالإضافة إلى استقطاب العديد من الخبراء من أكثر من 60 دولة حول العالم. كما قام الصندوق بافتتاح ثلاثة مكاتب لشركات تابعة في كلٍ من لندن، ونيويورك، وهونج كونج.
وقد ساهمت المهمة الطموحة لصندوق الاستثمارات العامة في تعزيز مسيرته ليصبح واحدًا من صناديق الثروة السيادية الرائدة في العالم، ومن أقوى صناديق إدارة الأصول وأكثرها تأثيراً في العالم. يهدف الصندوق إلى رفع أصوله الخاضعة للإدارة والتي تزيد قيمتها حالياً عن 700 مليار دولار أمريكي، لتتجاوز تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2025، و2 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030. ويستثمر الصندوق أيضًا في 13 قطاعًا ذا أولوية في المملكة العربية السعودية وعلى مستوى العالم، وقد أسس 92 شركة تابعة لمحفظته، وساهم في استحداث أكثر من 644 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في المملكة، بالإضافة إلى آلاف الوظائف حول العالم.
هذه الإنجازات نتاج طبيعي لجهود التحول في المملكة العربية السعودية التي تعتبر إحدى أهم دول العالم، والتي تعمل نحو تنويع اقتصادها بما يتجاوز ثرواتها من النفط والغاز، بهدف صنع أثر اقتصادي شامل تتجلّى أبرز مظاهره في استحداث فرص العمل، والمساهمة في نمو الناتج المحلّي الإجمالي، وبناء مستقبل مزدهر للأجيال القادمة، فضلًا عن تحسين جودة الحياة بصورة عامة، وهي أهداف بالغة الأهمية في ظل ما لدى المملكة من ثروات متنوعة يمكن استغلالها، ومجتمع شاب يشكل من هم دون سن الثلاثين عاماً من العمر أكثر من 60% منه.
من المقرر أن تصبح القدية العاصمة الجديدة للترفيه والرياضة والفنون
نستثمر للأفضل: التحول إلى نطاق غير مسبوق
لهذا السبب يسعى صندوق الاستثمارات العامة ويستثمر للأفضل.
تتمثّل مهمة صندوق الاستثمارات العامة في صناعة الأثر الاقتصادي والاجتماعي من خلال تعزيز النمو، وتحفيز منظومات الأعمال لمختلف القطاعات وبناء الشراكات، وإزالة أي عائق قد يحد من النمو والازدهار، بالإضافة إلى رسم ملامح مستقبل العيش والعمل.
ونظرًا لهدف المملكة العربية السعودية بأن تصبح واحدة من أكبر 15 اقتصادًا على مستوى العالم بحلول 2030، يركز صندوق الاستثمارات العامة على القطاعات الاستراتيجية لتسريع عملية التنمية ولتمكين القطاع الخاص ودعمه. ويُعد صندوق الاستثمارات العامة مستثمراً نشطاً يستثمر على الأمد البعيد، وهو أول صندوق ثروة سيادي يطلق مشاريع كبرى ومعقدة وعلى نطاق غير مسبوق، لتحفيز القطاعات الرئيسية بهدف تحقيق المنفعة للأفراد.
بالإضافة إلى ذلك، اعتمد صندوق الاستثمارات العامة نهجًا فريدًا لإنجاز أهدافه المتنوعة، وذلك من خلال تصميم منظومات جديدة للقطاعات بهدف تحقيق التناغم. حيث ستقوم الشركات الجديدة بالاستثمار وجذب شركاء رائدين على مستوى العالم، الأمر الذي سيُسهم في تعزيز ريادة الأعمال على كامل سلاسل القيمة.
ومن خلال ذلك، يرسم صندوق الاستثمارات العامة خططاً جديدة تساهم في ترسيخ دور المملكة العربية السعودية في المشهد الدولي. وقد طوّر صندوق الاستثمارات العامة ست محافظ استثمارية للأصول التي تحت إدارته، وهذا يؤكد على حجم وقدرة الصندوق على إطلاق عصر جديد من النمو والفرص.
يقع منتجع سانت ريجيس البحر الأحمر في جزيرة أمهات بالبحر الأحمر بالمملكة العربية السعودية
رسم ملامح مستقبل العيش والعمل
تعد شركة البحر الأحمر الدولية، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، أحد الأمثلة على ذلك، حيث تضم مجموعة من المنتجعات على طول الساحل الغربي، مُصممة بهدف تقديم تجربة فاخرة في قطاع السياحة ولترسيخ مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية، إذ تتبنّى نموذج أعمال جديدًا للتنمية المستدامة، ويشمل ذلك استخدام الأراضي الرطبة لمعالجة مياه الصرف الصحي، وإنشاء أول شبكة للجيل الخامس (5G) تعمل بالطاقة الشمسية وخالية من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم.
علاوة على ذلك، يساعد وجود برامج التدريب في مجال الضيافة والحفاظ على البيئة في دعم الشباب السعودي للاستفادة من فرص العمل والتدريب المقدّمة من شركة البحر الأحمر الدولية. كما ساهم افتتاح الفنادق في وجهة البحر الأحمر وبدء الحجوزات في شهر أكتوبر، في ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية على خارطة السياحة الفاخرة.
ذا لاين مدينة المستقبل يبلغ طولها 170 كيلومترًا
من جانب آخر، يُعد مشروع نيوم أحد المشاريع الكبرى لصندوق الاستثمارات العامة، ويتمحور حول تطوير 14 قطاعًا متنوعًا، بالإضافة إلى التركيز على إيجاد الحلول للتحديات العالمية. وقد بدأت نيوم بالفعل في تحقيق هدفها في مجال الطاقة من خلال تطوير أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر على مستوى العالم.
صندوق الاستثمارات العامة مستثمر في شركة صناعة السيارات الكهربائية لوسيد
كما يضم مشروع نيوم مدينة "ذا لاين" والممتدة على مساحة 170 كم، حيث تم تصميمها لإعادة تعريف مفهوم التنمية الحضرية وما يجب أن تكون عليه المدن في المستقبل. حيث توفر مدينة "ذا لاين" تجربة معيشة حضرية جديدة مع الحفاظ على الطبيعة المحيطة بها، حيث ستصل آثار البنية التحتية إلى أدنى مستوياتها، لتكون النتيجة مستويات فائقة من الكفاءة غير المسبوقة للسنوات القادمة.
تحويل المملكة إلى مركز عالمي لصناعة المركبات والسيارات الكهربائية (وال مزيد)
بهدف صنع قيمة بعيدة الأمد ونتائج سوقية مستدامة، يساعد صندوق الاستثمارات العامة في بناء قطاع صناعة المركبات والسيارات في المملكة العربية السعودية، وخلق قدرات تصنيعية جديدة، وتوفير بنية تحتية وسلاسل إمداد داخل المملكة وخارجها؛ للمساهمة في استحداث فرص العمل، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، وتوطين مجال البحث والتطوير والابتكار، بما يتماشى مع أهداف الطاقة المتجددة.
ومؤخرًا، أطلق صندوق الاستثمارات العامة والشركة السعودية للكهرباء شركة البنية التحتية للسيارات الكهربائية لدعم خدمات الشحن السريع للسيارات الكهربائية في المملكة من خلال تقديم خدماتها في أكثر من 1000 موقع.
كما تقود شركات محفظة صندوق الاستثمارات العامة الأخرى رحلة تطوير القطاع. ومن المقرر أن تنتج شركة "سير"، أول علامة تجارية سعودية للسيارات الكهربائية، 170 ألف سيارة سنويًا، وتوفّر ما يقارب 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. وفي هذا العام، دشنت مجموعة "لوسيد جروب" الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية، والتي يستثمر صندوق الاستثمارات العامة فيها، أول مصنع خارجي لها للإنتاج في المملكة العربية السعودية، حيث سيُساهم ذلك في إطلاق قدرات التصنيع في المملكة.
طيران الرياض هو الناقل الوطني الجديد للمملكة العربية السعودية
بالإضافة إلى ذلك، ستعمل المشاريع المشتركة الأخيرة مع بيريللي وهيونداي على تقديم خبرات ومعرفة تقنية تدعم تطوير وتشغيل مرافق تصنيع الإطارات.
ويُعد اكتشاف الفرص لتسريع الأسواق ذات الإمكانات العالية بمثابة استراتيجية نمو أخرى. فقد تم إطلاق المخطط العام لتطوير مطار الملك سلمان الدولي، والذي سيمتد على مساحة تقارب 57 كم2، وسيشمل الصالات الحالية لمطار العاصمة الرياض. كما أطلق الصندوق شركة الطيران الرائدة طيران الرياض، والتي من المتوقع أن تساهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة بقيمة تصل إلى 20 مليار دولار، واستحداث مئات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، وذلك في 38 ولاية ومع أكثر من 300 مورد وبائع في الولايات المتحدة.
وتشمل المشاريع الأخرى للصندوق إطلاق مجموعة ساڤي للألعاب الإلكترونية؛ للمساهمة في أن تصبح المملكة مركزًا عالميًا لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، والذي يُعد أكبر قطاع ترفيهي على مستوى العالم، وسيساعد ذلك على اجتذاب اللاعبين إلى منظومة ملائمة للمطورين وللأستوديوهات. وقد أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله-، في شهر أكتوبر من العام الحالي، عن إطلاق بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، ومن المقرر أن يكون أكبر حدث عالمي من نوعه وستنظمه المملكة في الرياض سنويًا ابتداء من صيف العام 2024.
من جانب آخر، تبذل شركة سرج للاستثمارات الرياضية، والمملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، جهدًا إضافيًا لتمكين قطاع الرياضة من خلال الاستثمار والاستحواذ على حقوق الملكية الفكرية والعمل على فعاليات للمشجعين وتنفيذها.
كما تهدف شركة كياني، إحدى شركات الصندوق، إلى تعزيز نمط الحياة الصحي للمرأة في المملكة، وللوصول إلى أكثر من مليون مستفيدة من خلال تقديم خدمات الرياضة واللياقة البدنية والتغذية، لتحقيق التوازن بين الصحة النفسية والبدنية.
وتعمل شركات صندوق الاستثمارات العامة الأخرى على تعزيز تصدير المنتجات السعودية الرائدة عالميًا مع خلق الفرص لرواد الأعمال والحرفيين المحليين - على سبيل المثال، الشركة السعودية للقهوة من خلال تقنياتها الزراعية المستدامة، وشركة سواني التي تقدم حليب الإبل كبديل للألبان من المصادر الأخرى، وشركة تراث المدينة التي تهدف إلى تحسين جودة الإنتاج لتمور العجوة، بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني (سالك)، ذراع الاستثمار الزراعي لصندوق الاستثمارات العامة، والتي تحفز النمو في القطاع للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للمملكة العربية السعودية.
تقوم شركة التطوير العقاري روشن ببناء مجتمعات متكاملة صديقة للبيئة
نتائج تحوليّة
ومن المشاريع الكبرى للصندوق والتي تقود رحلة التحول، مشروع روشن، والذي يساهم في تحقيق هدف المملكة في رفع نسبة تملّك المواطنين للمنازل في المملكة العربية السعودية إلى 70%، وذلك من خلال بناء مجتمعات متكاملة صديقة للبيئة وتقديم الدعم المالي.
وأخيرًا، مشروع القدية، حيث من المقرر أن تصبح القدية عاصمة الترفيه والرياضة والفنون.
ساهم دور الصندوق في كونه ركيزة رئيسية للاقتصاد السعودي، والتزامه بأجندة الاستدامة في المملكة، في أن يكون أول صندوق سيادي يصدر سندات خضراء وأول من يصدر سندات خضراء تمتد لــ 100 عام. وفي شهر فبراير من عام 2022، حاز صندوق الاستثمارات العامة على نتائج مرتفعة في التصنيف الائتماني من وكالتي موديز وفيتش، مما يعكس الجدارة الائتمانية للصندوق، وجودة محفظته الاستثمارية. وتُعد هذه النتيجة ثاني أعلى نتيجة على مستوى العالم بين صناديق الثروة السيادية التي تصنفها وكالة موديز. وفي شهر نوفمبر أكدت وكالة فيتش التصنيف الائتماني لصندوق الاستثمارات العامة السعودي عند A+ مع نظرة مستقبلية مستقرة، مشيرة إلى أن الخطوة تعكس التقييم "القوي للغاية" لوضع الصندوق وملكيته وإدارته.
من ناحية أخرى، تعكس سلسلة الاكتتابات العامة الأولية حجم الثقة في صندوق الاستثمارات العامة، ومثال على ذلك، شركة أديس لخدمات التنقيب عن النفط والغاز، والتي تم إدراجها في بورصة لندن في شهر سبتمبر في الرياض، وهدفت لجمع ما يقارب 1.22 مليار دولار في طرح عام أولي، ويُعد أكبر إدراج في المملكة العربية السعودية لهذا العام.
يستثمر صندوق الاستثمارات العامة لبناء مستقبل جديد، ونماذج رائدة لتحفيز الازدهار وتحسين جودة الحياة، الآن وفي المستقبل، وذلك من خلال دفع الاقتصادات محليًا وفي جميع أنحاء العالم.
-
البيانات الإعلامية
31 أكتوبر 2024صندوق الاستثمارات العامة يوقّع مذكرات تفاهم مع خمس مؤسسات مالية يابانية رائدة -
البيانات الإعلامية
31 أكتوبر 2024"منتدى صندوق الاستثمارات العامة لإدارة الأصول" يختتم أعمال نسخته الثانية ضمن النسخة الثامنة من مبادرة مستقبل الاستثمار -
البيانات الإعلامية
31 أكتوبر 2024صندوق الاستثمارات العامة وسلطة النقد في هونغ كونغ يوقعان مذكرة تفاهم استثمارية خلال منتدى مستقبل الاستثمار