تأثير الصندوق: رسم خريطة النمو في المملكة العربية السعودية والعالم
- تساهم استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في تحويل الاقتصاد السعودي وبناء القطاعات الاستراتيجية والصناعات المستقبلية
- تُعد التأثيرات المحلية والعالمية من تأثير الصندوق، وهي عبارة عن سلسلة من التأثيرات الإيجابية التي تشمل استحداث الوظائف وتنمية الابتكار وتعزيز جودة الحياة
- قطاعات الرياضة والطيران والسياحة تحقق سلسلة من النتائج الإيجابية، بما في ذلك نمو الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز مجالات التكنولوجيا والرعاية البيئية
من ساحل البحر الأحمر إلى أفق سماء الرياض، تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً أمام أنظار العالم، حيث يقوم صندوق الاستثمارات العامة بتطوير مشاريع ذات نطاق استثنائي و تأثير إيجابي على الصعيد العالمي.
صدى كرة القدم العالمية الذي يعلو أرجاء ملاعب ممتلئة بالجماهير، وإطلاق طيران الرياض، وتطوير منتجعات فاخرة تعتمد على الطاقة المتجددة، تشير إلى دولة تُعيد تعريف المستقبل لترسم ملامح عصر جديد.
يُعد صندوق الاستثمارات العامة، أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، ويقوم باستثمارات غير مسبوقة في قطاعات الرياضة والسياحة والطيران - ضمن قطاعات استراتيجية أخرى - بهدف تنويع الاقتصاد وترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كمركزًا عالميًا.
هذه المبادرات لا تقتصر على إقامة شراكات وإتاحة فرص جديدة فحسب، بل ترسم مسارًا للنمو يُلهم الأعمال في جميع أنحاء العالم، ويحمل في طياته إمكانيات عدة لتطور القطاعات واستحداث المزيد من فرص عمل وابتكار سلاسل إمداد جديدة.
الارتقاء بمستقبل الرياضة والترفيه والسياحة
تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً متسارعاً.
حوالي 63% من سكان المملكة هم من الشباب تحت سن الثلاثين. لذا فإن الاستثمار في مجال الرياضة والترفيه والرفاهية يواكب هذا المجتمع الحيوي المفعم بالنشاط.

”لطالما كنت مبهورًا بالطريقة التي يمكنك بها أن تبني اقتصاد ناجح بالعمل على مشاريع ممتعة، والتي كنت تنشأ منذ صغرك على حبها تلقائيًّا.” – فراس شريف، مدير وحدة الاستثمارات في الرياضة، الاستثمارات المباشرة في صندوق الاستثمارات العامة
هذه القطاعات ”الترفيهية“ تشهد ازدهارًا كبيرًا. ومن المتوقع أن تُعيد الرياضة والترفيه تعريف مكانة المملكة العربية السعودية في السنوات الخمس المقبلة. وتشير التقديرات إلى أن الرياضات الإلكترونية وحدها يمكن أن تضيف 13 مليار دولار أمريكي إلى الاقتصاد السعودي بحلول عام 2030، مما يعزز السياحة والتجارة والابتكار. وفي الواقع، فإن مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة تعد أكبر شركة للرياضات الإلكترونية في العالم وأحد أكبر الشركات الرائدة في نشر الألعاب وتطويرها على مستوى العالم.
يعد توفير بيئة داعمة لنمو القطاعات عاملًا أساسيًّا في التنمية في المملكة العربية السعودية. حيث تسعى شركة سرج للاستثمار الرياضي, وهي شركة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة، إلى تمكين قطاع الرياضة في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعمل على تعزيز القيمة التجارية من خلال مجالات التقنية، والإعلام، والبرمجة، وحقوق الملكية للفعاليات الرياضية، واستضافة الفعاليات العالمية. ويعلق فراس قائلًا: ”شهدنا نموًّا هائلًا”.
مع نمو الرياضة، تنمو قطاعات أخرى مثل السياحة والصناعة، بالإضافة إلى إحداث تأثير طويل المدى مثل المساهمة في استحداث فرص العمل وتطوير التقنية والابتكار. وستساهم استضافة الأحداث العالمية في المملكة العربية السعودية، مثل بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034 ، في تعزيز هذا التأثير.
تستعد المملكة العربية السعودية لاستضافة العديد من الفعاليات العالمية، بما في ذلك كأس العالم لكرة القدم 2034، وقد استضافت بالفعل كأس أمريكا، وجولة الجولف الأوروبية، وسباق الدرعية إي بري، رالي داكار، وسباق جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1.
ويعلّق فراس قائلًا: ”نحن ننظر إلى سلسلة القيمة بأكملها. وأين يمكننا أن نحدث تأثيرًا ليس فقط على المستوى الرياضي، بل أيضَا على المستوى التجاري أو الاقتصادي."
كما يضيف: "هناك الكثير من الأعمال الرائعة التي نقوم بها اليوم والتي سيكون لها تأثير كبير في السنوات القادمة.“
بناء الفرص لتحقيق النمو الاقتصادي
ارفع رأسك نحو السماء لتشاهد أحد مشاريع المملكة الواعدة تحلّق أمام ناظريك. فخلال عام 2025، ستبدأ شركة طيران الرياض، الناقل الجوي الوطني الجديد للمملكة العربية السعودية والمملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة عملياتها وستنطلق رحلاتها إلى 100 وجهة بحلول عام 2030. ويتوقع صندوق الاستثمارات العامة أن تساهم الشركة بقيمة تصل إلى 20 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي وتستحدث أكثر من 200 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في مجالات البنية التحتية والمرافق والسلع والخدمات. ويرتكز مطار الملك سلمان الدولي، وهو محطة طيران متطورة للجيل القادم، في موقع استراتيجي بين أوروبا وأفريقيا وآسيا، مستهدفاً 120 مليون مسافر سنويًّا بحلول عام 2030.

تعتقد د. موضي الخلف، مدير إدارة تطوير الكفاءات في طيران الرياض بأن هذا التطور يمثل أكثر من مجرد نهضة في البنية التحتية. وتقول: ”سوف يجعل مدينة الرياض بوابة عالمية“، مما يرسخ مكانة المملكة العربية السعودية كمركزًا للتجارة والثقافة والسياحة تحديداً بشكل أكبر.
ونظرًا إلى تميّز المملكة العربية السعودية كوجهة سياحية مثيرة للاهتمام، ستسهل طيران الرياض على الزوار العالميين استكشاف تنوع المعالم السياحية في المملكة، بدءًا من مشاريع الضيافة الفاخرة والطموحة على سواحل البحر الأحمر وصولًا إلى المواقع التاريخية الغنية، مثل مدينة العلا الأثرية ومدينة الدرعية العريقة. وتوضح د. موضي أن شركة طيران الرياض تُعد ”رقمية بامتياز”. فالشركة لا تستفيد فقط من التقنيات الرقمية لخلق تجربة أكثر سلاسة للضيوف (على سبيل المثال، الترفيه أثناء الرحلة، والاتصال، وتقنيات الدفع)، بل تخلق أيضًا ثقافة مؤسسية تؤمن بالابتكار، فضلًا عن قيمة التعاون على مستوى الشركة.
يُعد تطوير القوى العاملة في قطاع الطيران أحد المجالات الذي يركّز عليها طيران الرياض، ويتضمن ذلك تعزيز مشاركة المرأة في القطاع. وقد بدأت الدفعة الأولى من المتدربات السعوديات في مجال هندسة الطائرات في طيران الرياض دورة الدبلوم التدريبية في عام 2024.
وتعلق د.موضي قائلةً: ”طواقم الضيافة الجوية، وفرق العمل المؤسسية، وقسم تقنية المعلومات، الجميع لديهم نفس الرؤية، ونفس الدافع لإظهار كرم الضيافة السعودية الحقيقي”.
كما تضيف : "نحاول خلق ثقافة تتحلى بالقوة والمرونة في مواجهة النمو السريع الذي نشهده. وطيران الرياض تختلف عن أي شركة طيران أخرى.”
موجة جديدة في قطاع السياحة
تتمتع الدكتورة لينة عيوني بمكانة مرموقة في مجالها، فقد حظيت عالمة المحيطات الرائدة بفرصة العمل في المجال الذي تحبه. وتعد العالمة لينة، أول ممثلة للدولة في اللجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات التابعة لليونسكو، وهي تتبوأ منصب مدير أول في الجودة البيئية والمراقبة في شركة ”البحر الأحمر الدولية“ التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، والتي تعمل على إعادة تعريف السياحة على السواحل الغربية للمملكة العربية السعودية.
”عملي يلبي شغفي في الحفاظ على البحر الأحمر.” لينة عيوني ، عالمة محيطات فيزيائية، شركة البحر الأحمر الدولية
تعمل شركة البحر الأحمر الدولية على بناء أكثر من 50 منتجعًا فاخرًا في مشروع البحر الأحمر ، مما يعزز مكانتها كوجهة سياحية عالمية. ولكن المنتجعات ليست سوى جزء من معادلة النجاح.
تستدعي البيئة البكر للجزر ذات الشعاب المرجانية التركيز على معالجة الأثر البيئي لتنمية المنطقة من خلال التقنيات الحديثة. وحتى عام 2023، تم تركيب أكثر من 760 ألف لوح شمسي، وزراعة 600 ألف شتلة من أشجار المانغروف، ونقل حوالي 100 ألف من الشعاب المرجانية، وإنشاء الأراضي الرطبة الجديدة.

ومن خلال عمل د.لينة، مدير أول للرصد والجودة البيئية، تقدم إرشادات علمية لمثل هذه المبادرات، غالبًاً بطرق غير مرئية مثل قيادتها للمركبات التي تعمل عن بعد وأجهزة الرادار عالي التردد.
تقدم إرشادات علمية لمثل هذه المبادرات، غالبًا بطرق غير مرئية.
وتقول د.لينة: ”أشرف على كيفية تأثير الظواهر والظروف الجوية والبحرية على البيئة، ليس فقط على المواقع البحرية والبرية، ولكن أيضًا التأثير على الهواء“.
بعد استقبالها لعدد قياسي من الزوار بلغ 100 مليون سائح في عام 2023، توقن المملكة العربية السعودية قدرة هذه المبادرات على ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية رائدة.
”أشعر بمسؤولية بالغة وفخر كبير”، كما أضافت د.لينة، “[هذه الاستثمارات الرائدة] تعيد تصوّر ما يمكن تحقيقه”.
تم إعداده لصندوق الاستثمارات العامة من قبل StoryWorks للإنتاج التجاري التابعة لبي بي سي
-
شبكة أخبار الصندوق
25 يونيو 2025 المدن المبتكرة تقدّم مفهوماً جديداً لتعزيز تجربة التنقل في المملكة العربية السعودية
-
-
شبكة أخبار الصندوق
12 مايو 2025 الفخامة والاستدامة تجتمعان في أبرز وجهات الرفاهية في المملكة العربية السعودية -
شبكة أخبار الصندوق
29 أبريل 2025 كيف يساهم صندوق الاستثمارات العامة في تشكيل مستقبل قطاع التعدين في المملكة العربية السعودية -
شبكة أخبار الصندوق
29 أبريل 2025 دور قطاع الطيران والخدمات اللوجستية في تسريع جهود التنويع الاقتصادي في المملكة العربية السعودية