مساهمة شركة الطائرات المروحية في نقل المملكة إلى آفاق جديدة

رؤى عالمية مع الصندوق
22 أبريل 2024 الرياض، المملكة العربية السعودية
  • توفّر شركة الطائرات المروحية مجموعة واسعة من خدمات الطائرات المروحية التجارية، بما في ذلك خدمات الطوارئ الطبية
  • تساهم الشركة المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة في استحداث فرص وظيفية
  • تتماشى أهداف شركة الطائرات المروحية مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة لتحفيز منظومة قطاع الطيران في المملكة

 

يقول شايع مقبول، مدير إدارة عمليات الطيران في شركة الطائرات المروحية: "تتحرك المملكة العربية السعودية بسرعة فائقة، وكأننا في آلة الزمن". مضيفًا: " أرى شيئًا مختلفًا في كل مرّة أحلّق فيها ".

 

وفي الحقيقة، شايع مقبول لا يشهد التغيير فحسب، بل يُسهم في تحقيقه.

  

تساهم شركة الطائرات المروحية في تحقيق التحوّل في قطاع الطيران في المملكة من خلال الأسطول الضخم التي تملكه والدعم المقدّم من صندوق الاستثمارات العامة، حيث تقدّم مجموعة واسعة من خدمات الطائرات المروحية التجارية، بدءًا من خدمات الطوارئ الطبية، ودعم البنية التحتية، ورحلات الأعمال الخاصة، وصولًا إلى الجولات السياحية للاستمتاع بمشاهدة المناظر الخلابة.

  

حين يحلّق مقبول فهو لا يتنقّل فقط من وجهة إلى أخرى، بل يهرع إلى مساعدة من هم بحاجة إلى الرعاية الطبية العاجلة، ويصطحب المهندسين المعماريين لرؤية مشاريعهم وهم يحلقّون من فوقها، ويأخذ المصورين لتوثيق العدائين في سباقات الماراثون في أماكن رائعة مثل مدينة العلا، كما يصطحب علماء الآثار إلى أماكن يصعب الوصول إليها.

 

ويقول مقبول: "لا توجد وظيفة أخرى مثل هذه. ففي كل مرة تحلّق فيها بالطائرة، تنقذ أشخاصًا، وتفعل شيئًا من أجل مجتمعك، وترى التحوّل الذي يحدث في المملكة العربية السعودية".

 

الاستعداد للتقدّم

 

يقول مقبول إنه مثل العديد من الشباب الذين نشأوا في المملكة العربية السعودية، "كان دائمًا منبهرًا بالطيران". وبمجرد أن بدأ بدراسة الطيران، اكتشف مدى مساهمة هذه المهنة في بلده.

 

وقال: " لدينا المقومات المطلوبة ليكون لدينا قطاع طيران مزدهر للغاية"، مضيفًا: " لدينا مناظر طبيعية شاسعة النطاق ومدن كبيرة، لدينا المجال الجوي، يمكن للناس أن يحلّقوا، لكن المجال الجوي كان غير مستغل لفترة طويلة، ولكن الآن، بدأ هذا الأمر يتغير".

 

ووفقًا لاتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، يمكن لقطاع الطيران أن يساهم بما يصل إلى 125.5 مليار دولار في الاقتصاد المحلي للمملكة بحلول عام 2037، وقد تم توجيه استثمارات كبيرة لتطوير القطاع كي تصبح المملكة مركزًا عالميًا للطيران.

 

في شهر مارس 2023، أعلن صندوق الاستثمارات العامة إطلاق شركة الطيران الوطنية السعودية الجديدة، طيران الرياض، والتي من المتوقع أن تقوم بأول رحلة تجارية لها في أوائل عام 2025، وتخطط الشركة أن تصل رحلاتها إلى أكثر من 100 وجهة عالمية بحلول عام 2030. كما يدعم الصندوق تطوير مطار الملك سلمان الدولي ذو الستة مدارج في الرياض، والذي سيكون أحد أكبر المطارات في العالم عند اكتماله؛ وفي عام 2022، أطلق صندوق الاستثمارات العامة شركة (AviLease)، وهي شركة عالمية لتأجير الطائرات تمنح شركات الطيران المرونة في استئجار الطائرات وإدارة أساطيلها لتلبية الطلبات الموجودة.

 

ومن ناحية أخرى، تساهم الاستثمارات طويلة الأمد في البنية التحتية، مثل بناء المستشفيات والفنادق المزودة بمهابط للطائرات المروحية، وشراء المروحيات القابلة للعمل بالوقود الحيوي، في تطوير القطاع وجعله مستعدا لمتطلبات المستقبل.

 

ويقول محمد عويز يوسف، رئيس الاستثمارات في قطاع الطيران والأمن في الإدارة العامة لاستثمارات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصندوق الاستثمارات العامة: " يعتبر صندوق الاستثمارات العامة قطاع الطيران أحد القطاعات الاستراتيجية، كما أن تأثيره الاجتماعي والاقتصادي يتجاوز التأثير المباشر على الناتج المحلي الإجمالي". مضيفاً: "نعتقد أن القطاع سيكون حافزًا قويًا لقطاعات متعددة تساهم بشكل كبير في اقتصاد المملكة".

 

ويلفت محمد عويز يوسف، إلى أن أسطول شركة الطائرات المروحية، وصل إلى 47 طائرة، وتهدف الشركة إلى إدارة أكثر من 100 طائرة مروحية بحلول عام 2026، كما أعلنت قبل انطلاق معرض دبي للطيران 2023 عن توسيع أسطولها ليشمل 18 طائرة. ومع نهاية عام 2023، وصل عدد الموظفين في الشركة إلى أكثر من 700.

 

ووفقًا لاتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، سيساهم قطاع الطيران في المملكة في توفير ما يصل إلى 1.2 مليون وظيفة إضافية، من طيارين إلى فنيين، خلال الخمسة عشر عامًا المقبلة.

 

ويضيف محمد عويز يوسف: "قدّمت شركة الطائرات المروحية برنامجًا تدريبيًا عالمي المستوى لتطوير المواهب السعودية الشابة لوظائف الطيارين والميكانيكيين، وقد تم الانتهاء من مجموعتين حتى الآن". 

 

وشهد شايع مقبول منذ انضمامه إلى شركة الطائرات المروحية في عام 2020، الوتيرة الهائلة للنمو في الشركة والقطاع أيضاً. وقال: "تضم شركة الطائرات المروحية طيارين من جميع أنحاء العالم ومن 33 جنسية مختلفة". وأضاف: "نحن نجمع هذه الخبرات، جميعها، في مكان واحد ونتعلّم من بعضنا".

 

وقال: "كان نقل المعرفة أمرًا مذهلًا نحن ندّون كل ذلك ونبني أساسًا متينًا لجيلنا المقبل [من قادة الطيران]".

 

تحسين البنية التحتية من الأعلى

 

يمتلك مقبول الكثير من المعرفة والخبرات التي يمكن له مشاركتها. وخلال عمله في شركة الطائرات المروحية، أنقذ حتى الآن حياة 22 شخصًا أثناء قيامه بخدمات الطوارئ الطبية، في حين ساعدت الشركة في إنقاذ 1640 شخصًا من خلال دورها كشريك مشغّل لخدمة الإسعاف الجوي التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر السعودي، والتي يرأس مجلس إدارتها وزير الصحة السعودي.

 

ويقول مقبول: "في هذه المواقف، يكون الأمر بمثابة سباق مع الزمن، ولكن بفضل أسطول طائراتنا المروحية، يمكننا الآن نقل الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث خطيرة إلى مركز علاج الصدمات في دقائق معدودة. وهذا وسام شرف لنا نحن الطيارين".

 

كما ساعد أسطول الطائرات المروحية للمملكة العربية السعودية بتعزيز تكامل خدماتها الطبية، مما يتيح لأولئك الذين يعيشون خارج الرياض وجدة والمدن الكبرى الأخرى الوصول إلى خدمات طوارئ عالية الجودة. وقال مقبول إن طائرات شركة الطائرات المروحية بإمكانها التحليق ضمن دائرة نصف قطرها 185 ميلًا بحريًا من الرياض، مضيفًا: "هذا تطور ضخم للرعاية الصحية".

 

ويذكر مقبول إحدى أكثر الرحلات تحديًا، والتي كانت خارج الرياض، حين تلقّت شركة الطائرات المروحية نداء استغاثة من علماء آثار انقلبت عربتهم على الطرق الوعرة، وقد قاد مقبول حينها فريقًا من ثلاث طائرات مروحية إلى عمق الربع الخالي، وهي مساحة صحراوية شاسعة تشبه البحر الذي لانهاية له بكثبانها الرملية اللامعة نتيجة انعكاس أشعة الشمس عليها.

 

ويقول: "أصيب أحدهم بجروح خطيرة، لكنهم فقدوا موقعهم وكانوا بحاجة إلى طائرة مروحية لتحديد مكانهم، ولقد تمكنا من تحديد موقعهم بسرعة وأرسلنا المسعفين. ولحسن الحظ، نجا الجميع".

 

 

The Helicopter Company THC

 

بناء المستقبل

 

يفخر شايع مقبول بدوره في تحسين خدمات الطوارئ الطبية في المملكة، وبمساهمته في تطوير هذا القطاع في المملكة بطرق متنوعة.

 

فعلى سبيل المثال، تشتهر المناطق الجبلية في المملكة، من تبوك وصولًا إلى عسير، بالوعورة. كما تحتوي على آثار قديمة اكتشفها العلماء مؤخرًا، وذلك بمساعدة طيارين مثل شايع مقبول. حيث عادةً ما يصطحب مقبول الباحثين إلى أعلى قمم التلال، ويعتبر ذلك من أصعب المهام الجوية.

 

وبدون الخبرة التي يساهم بها، قد تظل تلك الآثار الموجودة في هذه المواقع مخفية إلى الأبد.

 

ويقول مقبول: "من الرائع للغاية أن تكون جزءًا من مشاريع البحث والاستكشاف".

 

مضيفًا: "تخيل مساعدة علماء الآثار في العثور على آثار ومواقع عمرها آلاف السنين. هناك الكثير مما لم نكتشفه بعد".

 

هناك العديد من الأشياء التي تحدث في الوقت الحاضر ومن شأنها أن تساعد في تعزيز مكانة المملكة في المستقبل. حيث تساهم المشاريع الكبرى لصندوق الاستثمارات العامة، مثل: نيوم في شمال غرب المملكة، ومشروع البحر الأحمر، وغيرها من المشاريع على إعادة تشكيل وتحفيز العديد من القطاعات. كما تدعم شركة الطائرات المروحية في تسهيل هذه التطورات من خلال مساعدة المهندسين المعماريين في الاطلاع على مشاريعهم، وستدعم المبادرات السياحية المستقبلية من خلال خدمات الإيجار عبر العديد من العقارات.

 

كما أن شايع مقبول متفائلٌ بشأن قدرة المملكة في أن تصبح مركزًا عالميًا للطيران، وذلك من خلال الدعم المقدّم من كلا القطاعين العام والخاص.

 

كذلك تساهم مشاريع طيران الرياض وشركة الطائرات المروحية للبنية التحتية لقطاع الطيران في تحقيق هدف الصندوق في تعزيز قطاع الطيران وتعزيز قدرته على المنافسة عالميًا. وحسب ما قال محمد عويز يوسف: "هذا يساعد في تحقيق رؤية المملكة 2030، ويحقق عوائد مالية واقتصادية مستدامة وترسيخ مكانة المملكة كمركزٍ عالمي للتجارة والنقل".

 

في الوقت الحالي، يواصل مقبول تحقيق حلمه من خلال توسيع خدمات الطوارئ الطبية السعودية، وتمكين تجارب جديدة ومثيرة، واصطحاب الناس إلى وجهات لم يكن من الممكن الوصول إليها في السابق. ويقول: "لدي اليقين أنه في يومٍ ما سيصبح هذا البلد مركزًا لقطاع الطيران بأكمله". وأضاف: "هذه الوظيفة هي كل ما يمكن أن يريده أي طيار".

  

أعدّت بي بي سي ستوري ووركس كومورشال برودكشن هذا المحتوى لصندوق الاستثمارات العامة.